Veuillez utiliser cette adresse pour citer ce document : http://dspace.univ-batna.dz:8080/xmlui/handle/123456789/8055
Titre: الظاهرة الإرهابية في المنطقة العربية: دراسة بنائية للخطاب
Auteur(s): سعود, الحاجة
Mots-clés: النظرية البنائية
الظاهرة الإرهابية
الخطاب السياسي
Date de publication: 24-oct-2024
Editeur: جامعة باتنة 1 الحاج لخضر
Résumé: تقترح الد ا رسة اتجاها ونهجا نظريا جديدا لد ا رسة الإرهاب والأمن في العلاقات الدولية. حيث تنظ ر البنائي ة للأمن على أنه بناء اجتماعي فهو نتاج عمليات التفاعل الاجتماعي بين الجهات الفاعلة، وتحاج أن الإرهاب نوع من العلاقة الاجتماعية وبناء اجتماعي. فالبنائية وبتركيزها على دور العوامل الاجتماعية/ الثقافية، دون إهمالها لدور العوامل المادية في التفسير، تقدم فهم وتفسير أفضل للإرهاب بوصفه فاعلا من غير الدول، مقارنة بالنظريات التقليدية في العلاقات الدولية، التي تركز على الدولة كفاعل أساسي ووحدة التحليل الأساسية، مما جعلها تعجز وتعاني في تفسير الإرهاب العالمي العابر للحدود. فالبنائية بحججها بشأن أولوية الهوية والبناء الاجتماعي على القوة المادية والعقلانية الاقتصادية، تناسب أفضل في شرح وفهم وتفسير القضايا المتعلقة بالإرهاب. لذا تحاول الد ا رسة تفسير وفهم الظاهرة الإرهابية في المنطقة العربية من منطلق فهم التفاعل بين القوة المادية )العسكرية( والقوة الناعمة )الرمزية الثقافية/ الخطاب(، والوقوف على تحليل دور الخطاب السياسي الأمريكي/ العربي في بناء وإنتاج هذا الفاعل الاجتماعي " الإرهاب ". فالبنائية ترى أن الارهاب؛ بناء اجتماعي، وبالتالي لا يمكن للإرهابي نفسه أن يكون المصدر الرئيسي لدارسي الإرهاب. فالإرهابي هو نتيجة للخطاب وليس العكس، أي الخطاب الذي يشكل مجموعة معينة من الناس بوصفهم " إرهابيين "، ويجعل مجموعة من الأشخاص إرهابيين من خلال وصمهم ووصفهم بالإرهابيين، حتى لو كانوا غير ذلك في الحقيقة. لذا فإن الخطاب الإرهابي في مرحلة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، هو الذي شكل مجموعة معينة من الناس بوصفهم إرهابيين إسلاميين. فوسم جهة فاعلة على اختلاف طبيعتها سواء كانت فرد، مؤسسة، جماعة، تنظيم أو دولة؛ بصفة الإرهاب وفقا للبنائيين، يعني " حكم سياسي على شرعية هذه الجهة الفاعلة وأفعالها "، بمعنى نزع الشرعية عن أفعال هذه الجهة الفاعلة، من خلال التأكيد على طبيعته غير المبررة وغير المشروعة وغير القانونية وغير الأخلاقية. ويتم في العملية الخطابية Discursive Process ، بناء هويات الإرهابيين وتسميتها ومعارضتها للهويات المشروعة. كما يتم تحديد طرق مواجهة الإرهابيين وإضفاء الشرعية عليها. مما يعني أن خطاب الإرهاب لا يبني الإرهابيين فحسب، بل يجعل بعض الاستجابات والاست ا رتيجيات للتعامل مع الإرهابيين تبدو وكأنها مبر رة. فقد عملت لغة خطاب الإرهاب الأمريكي / الغربي على " إ ا زلة السياق " الذي يحجب الأسباب الهيكلية للدوافع الإرهابية من خلال إخ ا رجها من سياقها التاريخي المادي، فإ ا زلة السياق تعني حجب وإخفاء العوامل والأسباب الهيكلية الحقيقية لدوافع من يقومون بأفعال العنف ممن تسميهم بالإرهابيين. وبدلاً من ذلك، يتم استخدام المفاهيم الأخلاقية المجردة والمطلقة لوصف الإرهابيين وأفعالهم، ويُنظر إلى الإرهابيين على أنهم شر بطبيعتهم. وهذا يؤدي إلى تصوير الإرهاب كظاهرة ميتافيزيقية موجودة ومنتشر في كل مكان ا مع غياب تعريف واضح لماهية الإرهاب أو من هم الإرهابيون، وبالتالي، تصبح الحرب على الإرهاب حربًا ضد تهديد غير مؤكد يمكن تخيله . فقد عمل الخطاب السياسي الأمريكي منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، على بناء كائن " الإرهاب الإسلامي " على شرعنة وتبرير " الحرب على الإرهاب "، وما تبعها من تدخلات عسكرية ف ي كل من أفغانستان والع ا رق بعد أحداث الحادي عشر من سبتمب ر 2001. حيث عمل الخطاب السياس ي لجورج بوش دبليو بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر؛ على إنتاج المعرفة المؤثرة حول " الإرهاب " و " الحرب على الإرهاب " والأسس الأخلاقية والسياسية التي تشرعن وتبرر هذه الحرب. فما تمر به المنطقة العربية من حالة عدم الاستق ا رر ونمو الجماعات والتنظيمات المتطرفة /العنيفة، وزيادة الاستقطاب الطائفي، هو في بعض أسبابه نتيجة طبيعية للخطاب السياسي الأمريكي وسياسة الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان والع ا رق، في إطار ما يسمى ب " الحرب على الإرهاب " بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 . فالخطاب الإرهاب الغربي، الذي أنتجته الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عامة، عن الجماعات والتنظيمات الإسلامية المتطرفة العنيفة؛ في مقدمتها " تنظيم القاعدة "، قد عمل على إ ا زلة السياق عن الدوافع الحقيقية التاريخية والمادية، لأعمال العنف التي تمارسها وتنتهجها الجماعات والتنظيمات الإسلامية المتطرفة/ العنيفة؛ التي تم وسمها ووصفها ب " الإرهاب والإرهابية "، حيث تم تفسيرها وارجاعها مباشرة لأسباب دينية وميتافيزيقية؛ وذلك خدمة لأغ ا رض سياسية واقتصادية تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيقها في المنطقة العربية، تحت مظلة " الحرب على الإرهاب" . فخطاب خصوم الإرهاب؛ الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عامة، كان عامل منتج ومحفز لنشأة التطرف والعنف والإرهاب)المضاد( في المنطقة العربية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 . فقد كان هذا الخطاب الأساس لبناء است ا رتيجيات وأهداف الجماعات والتنظيمات الإسلامية المتطرفة /العنيفة، بناء على ما نتج عنه من سياسات وإج ا رءات ومواقف أمريكية تعسفية ومتطرفة اتجاه الإسلام والمسلمين والدول العربية، باعتبارها بيئة منتجة ومصدرة للإرهاب والإرهابيين. في المقابل أيضا، يظهر أن تدهور العلاقات بين بعض الأنظمة السياسية العربية وجماعات المعارضة )الج ا زئر، سوريا، مصر، الأردن، الكويت، ...إلخ(، وتوظيف هذه الأنظمة لخطاب " الإرهاب " اتجاه هذه الجماعات وإلصاق تهمة وصفة الإرهاب بها؛ لتشويه صورتها الحقيقية كمعارضة شرعية ومشروعة في الحياة والمجال السياسي، أدى إلى تفشي حالة عدم الاستق ا رر السياسي؛ وهو ما شكل بيئة حاضنة وخصبة لنمو وانتشار الجماعات والتنظيمات المتطرفة، العنيفة/ الإرهابية في هذه الدول..
Description: أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتو ا ره علوم في العلوم السياسية والعلاقات الدولية
URI/URL: http://dspace.univ-batna.dz/xmlui/handle/123456789/8055
Collection(s) :Sciences politiques

Fichier(s) constituant ce document :
Il n'y a pas de fichiers associés à ce document.


Tous les documents dans DSpace sont protégés par copyright, avec tous droits réservés.