القضايا القرآنية في الفكر الجزائري المعاصر

Abstract

تتناول هذه الدراسة مدى حضور وتأمل القضايا والأسئلة المتعلقة بالقرآن الكريم في الأعمال الفكرية للمفكرين الجزائريين مالك بن نبي ومحمد أركون. وتهدف إلى فهم مواقفهما من هذه القضايا وطبيعة مناهجهما. كما تسعى الدراسة إلى تحديد السياقات الفكرية والثقافية والسياسية الأساسية التي شكلت مساهماتهما في الفكر الإسلامي المعاصر بشكل عام، والدراسات القرآنية بشكل خاص. بالإضافة إلى ذلك، تهدف إلى تحديد المراجع الرئيسية والتفاعلات النصية التي أثرت على انخراطهما في هذه الموضوعات، سواء كانت متجذرة في التقاليد العربية الإسلامية أو الغربية. كما تسلط الدراسة الضوء على المفاهيم وقواعد المعرفة والمنهجيات التي استخدمها المفكران، وتكشف عن الأهداف والغايات التي يسعيان إلى تحقيقها من خلال دراستهما للقضايا والمشكلات القرآنية. وأخيرًا، يستكشف البحث نقاط الاتفاق والاختلاف بين الاثنين من خلال استفساراتهما الخاصة. ويتضمن تنظيم هذا البحث مقدمة وفصلاً تمهيديًا مقسمًا إلى قسمين: القسم الأول يحدد الإطار المفاهيمي للدراسة، بينما يقدم القسم الثاني الشخصيات الرئيسية للبحث. كما يتضمن ثلاثة فصول إضافية: يناقش الفصل الأول القضايا القرآنية الرئيسية في المشروع الفكري لمالك بن نبي، ويركز الفصل الثاني على تلك الموجودة في أعمال محمد أركون، ويقدم الفصل الأخير تحليلاً مقارنًا، بهدف تحديد أوجه التشابه والاختلاف بينهما. المنهج البحثي المستخدم هو وصفي، مكملًا بالاستقراء والتحليل والمقارنة، مما يؤدي إلى عدة نتائج مهمة. من بينها تجذر القضايا القرآنية ومركزيتها في فكر الرجلين، وحضورها الشامل في جميع مشاريعهما، وتكاملها مع موضوعهما الرئيسي "النهضة". علاوة على ذلك، خلصت الدراسة إلى أنه على الرغم من اختلاف وجهات نظر المفكرين تجاه هذه القضايا، إلا أن هناك تقارباً